مرض الثعلبة

الثعلبة ليست مرضاً معدياً تطلق كلمة ثعلبة علي أي تساقط للشعر في منطقة معينة و المقصود في هذا الموضوع هو التساقط بسبب مرض الثعلبة المنطقية و هو الإسم الذي يطلق على هذا المرض ، ويوجد تعارف بين الناس و الأطباء أنه إذا أطلقت كلمة ثعلبة فهي تعني الثعلبة المنطقية .
الخلل الوظيفي والأسباب :
وهي من الأمراض ذاتية المناعة ( مثل البهاق ) والتي يحارب الجسـم فيها البصيلات الشعرية في الطور التجددي (Anagen Phase) ولم تعرف الأسباب للإصابــة.
الأعـراض العلامـات والأنـواع :
يتميز مرض الثعلبة بوجود بقع خالية من الشعر بشكل كامل أو شبه كامل مع عدم وجود أي تغييرات في سطح البشرة من تقشير أو تكسر للشعر كما لا توجد أية أعراض غير سـقوط الشعر والذي غالبــاً ما يكون فجائيا خلال عدة أيام ونتقسم الثعلبة إلى عدة أنواع :

1) الثعلبة المنطقيــة (Alopecia Areata) :

الثعلبة المنطقية

هي عبارة عن وجود المرض بشكل بقع مختلفة العدد والحجـم وغالبا ما تصيب شعر الرأس كما يمكن ان تصيب أي مناطق محتوية على الشعر مثل الشارب أو اللحيــة أو الحواجب وقد تبقى البقع محدودة الانتشار ولكنها قد تتطور إلى الأنواع الأخــرى.







2) الثعلبـة الكليـــة (Alopecia Totalis) :
وهي عندما يصيب المرض معظم شعر الرأس أو كاملــه.

الثعلبة الكلية

3) الثعلبـة الشاملـــة ( Alopecia Universalis) :
وهي عندما ينتشر المرض إلى مناطق أخرى مسبباً تساقط معظم شعر الجسم في الوجه والصدر والظهر والإبطين والعانــة بل وقد يسقط شـعر الأطراف وهدب العيون ويعتبر هذا النوع أشد الأنواع عناداً ومقاومــة للعــلاج.
التشخيص و الفحوصات :
غالباً ما يكون التشخيص واضحاً للمختص ولا يحتاج عادة إلى فحوصات لتأكيده وفي الحالات المبهمة يمكن عمل عينة من المنطقة المصابة لتأكيد التشخيص أو نفيـه ونتيجة للارتباطات الجهازيــة للمرض فقد يعمد الطبيب إلى فحص الغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود اختلاطات هرمونيــة كما انه قد يقوم بفحص الأجهزة الأخرى ويترك ذلك لتقدير الطبيب.
الارتباطـــات الجهـازيــــة :
ويلاحظ ان الثعلبة المنطقية كغيرها من الأمراض ذاتية المناعة يمكن ان تكون مصحوبة بإنتاج أجسام مضادة للعديد من الأنسجة وهذا ليس بالضرورة ان يؤدي إلى آثار سريرية بل انه في غالب الأحيان يكون هذا عبارة عن نتائج معملية غير مصحوبة بأي أعراض أخرى، وأهم الأمراض التي قد تصاحب الثعلبــة هـي التالي :

1. البهــــاق : ويشاهد على ا لجلد .
2. أمراض الغدة الدرقيــة المناعيــة : ويتدخل الطبيب لو كان هناك خلل في إفرازات الغدة الدرقيـة من زيادة أو نقصان أما ما عدا ذلك فيكتفي الطبيب
عادة بالمراقبـة بدون تدخل علاجي لانعدام الحاجــة لذلـك.
3. اضطرابات الغدة فوق الكلوية ( الكظرية) : وهو ما يعرف أحياناً بمتلازمــه أديسون (Addisson Syndrom) وهو نادر الحدوث.
4. الأنيميـــا الخبيثـــــة (Pernicious Anemia) : وهي أيضا من الأمراض ذاتية المناعة حيث يعمد الجسم إلى محاربــة الخلايا الجدارية(Parietal Cells) في الغشاء المبطن للمعدة وقد ينتج عن هذا نقص امتصاص فيتامين ب12 (Vitamin B12) مسبباً أعراضاً مختلفة.
5. اضطرابــات مناعيــــة أخــرى : مثــل أمـراض الغـدد المتعددة ذاتي المناعة (Polyglandular Autiommune disease) بنوعيـه الأول والثانــي .
العــــــلاج :
يعتمد علاج الثعلبة المنطقية على عدة عوامــل أهمهـــا :
1- مساحة المنطقة المصابة .
2- مكان المنطقـة المصابــة .
3- نجاح أو فشل علاجات سابقة .
أ ) التدابير العلاجيــة الدوائيـة :
أهــم التدابير العلاجيــة الدوائيــة هي التالــي :
1- مركبات الكورتيزون الموضعيـــة : وتستعمل بشكل رئيسي عند الأطفال والكبار في حالة محدودية المنطقة المصابة في الرأس أو الوجه وعادة ما يستعمل الطبيب مركبات ذات قوة متوسطــة لمدة تتراوح بين عـدة أسابيع إلى أشهر ويهدف العلاج إلى تثبيط خلايا المناعة المهاجمة للبصيلات الشعريــة.
2- مركبـــات الأنثراليــــن (Anthralin): ويستعمل كمادة معدلة المناعة حيث يوضع على الجلد المصاب لمدة قصيــرة (دقائق) ثم يغسل ويكرر هذا يومياً مع زيادة مدة التعرض تدريجياً حتى تصل إلى عدة ساعات، وتستعمل هذه الطريقة تجنباً لتهيج الجلد المصاحب للعلاج كما يمكن للدواء ان يصبغ الجلد لوناً بنياً مصفراً.
3- حقن الكورتيزون الموضعيـــة: وتستعمل بتراكيز متوسطــة إلى عالية حسب المنطقة المعالجة، ويكرر العلاج خلال عدة أسابيع ان كان هناك استجابــة ملحوظــة ويمكن ان تؤدي هذه الطريقــة إلى ضمور الجلــد خاصة لو استعملت تراكيز عاليـــة.
4- الكورتيزون بالفم والعضـــل : وقليلاً ما تسـتعمل نظـراً للآثار الجانبية الجهازية ونظراً لكونهــا غير شافية من المرض لان المشكلة كثيرا ما تعود بعد التوقف عن العلاج، وربما كان من أكثر الحالات قابليــة للعلاج بهذه الطريقة هيالثعلبــة الكلية والشاملة الحادة مع غياب موانع الاستعمال.
5- المواد مثبطـة المناعة : وتستعمل بالفم لتثبيط الجهاز المناعي في الجسم، ويعاب عليها انها تؤدي إلى المضاعفات التاليـــة:

o إضعاف مناعة الجسم وإمكانية حدوث انتانات جرثوميــة.
o إمكانية حدوث أورام سرطانية ثانوية مع طول الاستعمال.
o إمكانية عودة المشكلة بعد التوقف عن العلاج.
o آثار جهازية أخرى حسب نوع الدواء.

6- أشعـــة البوفـــــا (PUVA) : وقد قلّت شعبيتها أخيرا لظهور بعض التقارير غير المشجعة عن فاعليتها.
7- المـواد المحسسة الموضعيـــة : وتقوم هذه المواد بإحداث اكزيما تحسسيه تلامسية بعد دهنها على المناطق المصابة ( عادة أسبوعياً) مما يؤدي إلى ظهور الشعر بعد فترة من الاستعمال، ويعتقد ان تغيير التوازن في إفرازات الخلايا
المناعية يؤدي إلى زوال تأثير الخلايا على البصيلات الشعرية، وهناك العديد من المواد المستعملـة لهذا الغرض وتختلف من ناحية تركيبها وخصائصها الحيوية وأهمها مادة دايفنيــل سيبرون (Diphenylcyprone) أو(دي سي.بي)(DCP) .

العـــلاج بمـــادة (دي سي بي) (DCP) :
· الطريقــــــة :
يعمد الطبيب إلى جعل الجسم حساساً للمادة بدهنهــا على منطقة معينة من الجسم تركيز عالٍ نسبياً ثم يبدأ بدهن المنطقة المصابة بتراكيز منخفضة جـداً أسبوعيا حدثةً اكزيما تحسسـيه تلامسـية بسيطة الشدة، وبعد الاستمرار في العلاج لمدة تـراوح بين أسابيـع إلى أشهــر يبدأ ظهور الشعر ان كان العلاج ناجحـاً ، ويقوم لطبيب عادة بدهن نصـف المنطقة المصابة ( الرأس مثلاً) لاستخدام المنطقة غير لمدهونة كعامل تحكم لاحتمالية النمو التلقائي للشعر الغير معتمد على المادة لعلاجية وإذا بدأ الشعر بالظهور فان الطبيب يعمم العلاج على بقيــة الرأس.
· فعاليــة العلاج :
يعتبر هـذا العلاج الآن مـن أكثـر العلاجـات الفعالة للثعلبــة المقاومـة لعـلاج بالأدويـة الأخـرى وتصـل نسـبة النجـاح في هـذه الحالات إلى 50-80? وهي سبة عالية جداً، وقد ثبت فعاليــة العلاج وسلامته حتى للأطفال.
· الآثـــار الجانبيــــة :
لابـد للمريض من فهــم هذه الآثــار والإحاطــة بهــا :
1- استمرارية اكزيما تلامسية في المنطقة المعالجة : ويجاهد الطبيب للحفاظ على كزيما خفيفة إلى متوسطة الشـدة بتغيير التركيز المستعمل للمادة ولكن أحيانا قد زيد الاكزيما إلى الحد الذي يتطلب علاجاً في حــد ذاتـــه.
2- تصبغات البشـــرة: هي زيادة أو قلة في الصبغة بسبب الالتهــاب المصاحب لـه.
3- تضخم العقد اللمفاويـة في الرقبــة : وهذه غالبــاً تختفـي بعد العـــلاج.
ب) التدابير العلاجيــة غير الدوائيـــة :
وتتكون من عدد من الخطوات التي تساعد في إخفاء المشكلة ريثما يعود نمو الشعر لقائياً أو بواسطة العلاج وتتكون من الآتــي :
1- تسريح الشعر بطريقة تخفي البقعة المصابة : وهذا سهل التطبيق في الحالات لبسيطة.
2- استعمال الشعر الصناعي (الباروكـة) : وخاصة للنساء والفتيات حيث يمكن اختيار لقطعة المناسبة لإخفاء المشكلة تماماً وهذا ما يعطي إحساساً بالثقة في النفس يخفف الضغط النفسي الذي يتعرض له المريـض.
المآل (Prognosis) :
هـذا يعتمد على نـوع المشـكلة فالثعلبـة المنطقية المحدودة تعاود النمو تلقائيـاً بدون عـلاج عند ما يقـارب 60? من المرضى خلال عدة أشهر، وتزيد النسبة ليلاً مع قصر الوقت اللازم إذا استعملت العلاجات ، أما في حالات الثعلبـة الكلية أو الشاملة فان المشكلة غالباً ما تكون أصعب وأكثر مقاومــة للعلاج ولكن لا يعني هذا فقدان الأمــل إذ كثيراً ما يعود الشعر إلى الظهور بعد ان يكون الطبيب والمريض فقد كـل الأمـــل في ذلك .

أخطاء شائعة عن الثعلبـــــة.
1. الثعلبة مـــــرض معــــــد
· خطأ : ليس للعدوى أي دور في الإصابة بالثعلبـــة .
2. الثعلبة ناتجة عن الضغط النفســـي
· خطأ : حيث لا يوجـد دليل على وجود علاقـة بينهما وان كان هذا لا ينفي وجود العلاقة، ولكن وجود شيء من الضغط النفسي يعتبر من الأمور العامــة لكل الناس تقريباً، كذلك الكثير من المرض ليس لديهم ضغوط تذكر ويصابون بها وعلى النقيض من ذلك الكثـير لديـهم ضغوط نفسيــة ولا يصـابون بها مما يقلل من أهمية هذا العامل في المرض .
3. العلاجات تمنع ظهور بقع جديدة من الثعلبـــة
· خطأ : حيث ان العلاجات يمكن تساعد البقع المتكونة فعلا لكن لا يمكن استعمال العلاج لمنع ظهور بقع جديدة .
4. مهيجات البشرة تساعد على الثعلبــة
· خطأ : وربما نتج هذا الخطأ من ان كثيرا من المواد المستعملة في علاج المرض تسبب اكزيما وتهيجاً للجلد مثل الانثرالين و DCP مما حدا بالكثير من الناس إلى استعمال المهيجات مثل الثوم وغيره وليس هناك دليل على فائدة هذا العلاج .